أ.وفاء احمد التلاوي | التاريخ: الخميس, 2012-05-03, 1:16 PM | رسالة # 1 |
مجموعة: الضيوف
| بسم الله الرحمن الرحيم
وهم اسمه حب الإنترنت
هل يستطيع المرء أن يعيش قصة حب ناجحة علي الإنترنت دون أن يري محبوبة ؟أو من خلال كاميرا فقط وما الصفات الجميلة التي يراها كل منهما في الأخر كي يشعر بهذا الحب ؟ وهل عندما يتقابلان يشعران بنفس الصفات التي شعرا بها من قبل؟ وهل من الممكن أن يفشل هذا الحب الشديد بعد أول لقاء لهما ؟ وما الأسباب الحقيقية التي يمكن بها أن يفشل هذا الحب القوي من خلال الإنترنت ؟ لو حاولنا الإجابة علي كل هذه التساؤلات وبدأنا بالأخير , لوجدنا أن من أول أسباب الفشل الذي ممكن أن يحدث هو أن هذا الفتي أو الفتاة قد رسم في خياله أجمل الصفات التي يتمناها ويريدها في محبوبته من عطف وحنان وحب وجمال وحسن الخلق وغيرهما من الصفات الجميلة التي يتمناها في زوجة المستقبل , وهي أيضا كذلك ,ومن خلال الكلمات إذا لم يكن هناك كاميرا قد يتصورها في عقله كذلك في أجمل صورة, ويري بعينه هو ما لا يكون موجودا بها و قد يراها ويتصور شكلها وصوتها في أبدع صوره تعجبه هو وهي أيضا كذلك ,وكل منهما يظهر للأخر أجمل الصفات الخلقية به حتي ولو لم تكن موجودة به أو بها من رقة وزوق وأدب وتواضع وغيرها من الصفات الجميلة , وحتي مع وجود الكاميرا فكل منهما يحاول أن يخفي عيوبه عن الأخر ولا يظهر منها إلا ما هو جميل وطيب من وجهة نظره .
ومع أول لقاء لهما في الواقع قد تختلف الصورة عنده أو عندها تماما عما هي عليها في الحقيقة , فمنهم من يكمل الطريق ويعطي نفسه الفرصة ويعطيها أيضا هذه الفرصة في التأقلم مع الواقع الذي يعيشاه سويا , هذا لأنه قد تعلق بها روحيا ونفسيا من خلال تعرفه بها علي النت وأصبح لا يستطيع أن يبتعد عنها , وبذلك ممكن أن تستمر قصة الحب هذه بنجاح ,ولقد سمعنا عن قصص كثيرة ناجحة بفضل الله , ويمكن أن يكون ذلك مرجعه لمدي صدقهم في الحديث مع بعضهم ومراعاة الله في كلامهم , ومنهم من يصدم و لا يتقبل الوضع وسرعان ما ينهار هذا الحب الشديد , ويلوذ هو أو هي بالفرار من الموقف كله ويظل يعيش حياة الوهم مرارا وتكرارامع كل فتاة ولا يرضي بالواقع أبدا , فقد عاش علي الإنترنت قصص كثيرة وفي مخيلته صورة واحدة لا يرغب بغيرها بديلا .
وإذا نظرنا لهذا الموضوع من الجانب الخلقي والديني من ناحية الشرع فكل ذلك يعد حراما ولكن أكثر الناس يقعون فيه واخشي عليهم من غضب الله , فليس هناك ما يدعى بالصداقة بين الرجل والمرأة , أو بين الفتي والفتاة إذا كانا بالغين فكل منهما يجوز له أن يتزوج الأخر فلا يحق لهما أن يتحدثا بما يغضب الله عليهما من القول , فأرجو من كل فتي وفتاة أو رجل وأمرأة أن لا يطلقوا لأنفسهم العنان ويندفعون وراء غرائزهم وشهواتهم ويتحكموا في عواطفهم وعقولهم ويسيطروا عليها حتي لا تكون العواقب وخيمة عليهم , ويبوءوا بغضب من الله ورسوله.
وأجد صورا كثيرة لأناس كثيرون يقعون في المعصية أو الزنا وليعوذ بالله وتنقلب حياتهم رأسا علي عقب نتيجة استجاباتهم لهذا الحب و انجرافهم وراء هذا التيار الذي يدفعهم دفعا للوقوع في الخطأ أو الرذيلة وأن تحدث مشاكل كثيرة هم في غني عنها , وينتج عنها تهدم الأسر أو ضياع حقوق الفتيات اللاتي يتزوجن زواجا عرفيا و بدون معرفة الأهل ويترتب عليه وجود أطفال أبرياء مطعون في نسبهم وغير معترف بهم , وذلك بعد أن تمزق هذه الورقة ليضيع أخر أمل لديهم ليعترف بهم و بحقوقهم عليه (أي الأب ) ,فالناس تختلف شخصياتهم عن بعض وليس كل الناس أخيار كما نظن فمنهم الصادق ومنهم الكاذب أيضا ومنهم العاقل السوي ومنهم المجنون المختل , فالناس تختلف من ناحية الشكل ومن ناحية الصفات والطبائع , وأنا أنصح أبنائي كل فتي وفتاه وخصوصا في سن المراهقة أن لا يندفعوا وراء عواطفهم البريئة ويتصوروا أن هذا هو الحب .
من يحب أحدا يخاف عليه حتي من نفسه و يخشي عليه من أن يغضب الله عليه بسببه , أو أن يتكلم أحدا عليه ويراعي الله فيها أو فيه , هذا هو الحب الحقيقي العفيف وإذا شعر الفتي بهذا الحب الصادق لأول وهلة فعليه أن يتقدم لخطبتها من أهلها , ولا يعرض عليها الزواج من وراءهم أو من خلال زواج عرفي بدون رضا أهلها وحتى لو عرضت عليه هي ذلك لا يقبل به أبدا ,لكي يري هذا الحب النور ولا يعيش في الظلام مع الإنترنت . وأقول لكل الآباء والأمهات( يسروا ولا تعسروا ) لأننا أصبحنا في زمن غير الزمن ,هذا هو زمن الإنترنت بكل ما يحمله من خير أو شر ولنعمل بقول الرسول الكريم لنا ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادا كبيرا ) ,,صدق رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ,,
وفي النهاية أعلم ان كلامي هذا قد يبدو رجعي وليس في زمانه لكنى أرى أن الأخلاق ليس لها زمان أو مكان محدد وان القيم لا تتجزأ فما هو حرام ومكروه ومعيب من 100 عام مازال وسيظل حرام ومكروه ومعيب حتى تقوم الساعة . إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ,,,, فإن هُم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
الكاتبة / أ / وفاء احمد التلاوي
|
|
| |